تُستغل المعلومات المضللة عبر الإنترنت نموذج الأعمال التي نستخدمها، وتعمل منصات مثل Google وFacebook على جني مبالغ مالية هائلة وجذب انتباهنا لعرض الإعلانات المدفوعة، وتمارس الخوارزميات التي تقيس المحتوى الذي نتعامل معه وتعرضنا له الفعالية الإعلانية بعد تغذية المليارات من المستخدمين الخوارزميات بشكل فعّال بمخزون لا نهائي من المحتوى.
وعلى الجهة الأخرى هناك جهات وبفضل المعلومات التي تحصل عليها باتت تعرف أدق تفاصيل الشعوب مهمتها المراقبة والتجسس الإلكتروني ومنها وكالة الأمن القومي الأمريكية، ومكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، وغيرها، وعلى العموم هناك أربع جهات تستهدف مستخدمي الإنترنت للحصول على معلوماتهم الخاصة بحساباتهم على شبكة الإنترنت أو أجهزة الاتصالات أو أي من خدماتها المقدمة عبر الشبكة، وهم:
- الحكومات للمحافظة على الأمن الداخلي
- شركات الاتصال بالهواتف الذكية، وتكون خاضعة للمراقبة الحكومية
- المخترقون من المجرمين ويعملون لجهات مجهولة أو معلومة
- الشركات الوهمية وهدفها تخريبي
ويتم الاستفادة والاستهداف من خلال استخدام البيانات الخاصة للحصول على معلومات ذات علاقة بالمجتمع وخصائصه الدينية والنفسية والاقتصادية والمادية والأخلاقية، ومدى الاستقلالية في اتخاذ القرارات المصيرية، ولكن كيف يقومون بذلك؟
ببساطة يدّعون أن استخدام البيانات الخاصة بالمستخدمين لأغراض تسويقية، والحقيقة أن هناك حرباً خفية حول البيانات الضخمة التي يتم الحصول عليها من المستخدمين في التطبيقات التفاعلية، وهذه البيانات عبارة عما يقوم به المستخدم بالتفاعل مع الآخرين من خلال التطبيقات من صور، مقاطع فيديو، المحادثات والمعلومات الشخصية للمستخدمين.
وهذه المعلومات مجانية ويقدمها المستخدمون من خلال تقديم معلومات شخصية ذات بعد اجتماعي، اقتصادي وسياسي … إلخ، ومن خلال عملية التواصل بينهم، وتُخزن كافة معلومات المستخدمين باستخدام برامج خاصة ليست في متناول الكثير من الدول، ليتم تحليلها وإعطاء نتائج دقيقة خاصة لكل بلد مصنفة حسب الفئات العمرية والجنس والانتماء السياسي والمنطقة الجغرافية … إلخ، وتقدم هذه البرامج بعد التدخل البشري توصيات لصانعي القرار تُستخدم في حالات متعددة.
والحقيقة أن كلاً من المعلومات المضللة وانتهاك الخصوصية كلاهما خطير؛ فكل كلمة تكتبها أو صورة أو فيديو أو مقطع صوتي تتداوله يتم الاستفادة منه عبر معالجة البيانات وتصنيف المعلومات والتعرف على الاتجاهات والسلوك، ومن جميل ما يُروى عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، قوله: "ليس كل ما يُعْرَف يُقال، وليس كل ما يُقال حَضَرَ أهلُه، وليس كل ما حَضَرَ أهلُهُ حان وقته، وليس كل ما حان وقته صَحَّ قوله".
ليست هناك تعليقات