-->

الأربعاء، 8 فبراير 2017

أناشيد حزب الله ..ويستمر التزوير


لا ينفك حزب الله عن المجادلة أنه قادر عن صد العدوان وكسر شوكته ومن ثم التأكيد على أن صواريخه تطال كل أنحاء فلسطين المحتلة؛ ومع تواصل هذه التصريحات فإن ما يخشاه اللبنانيون هو تكرار العيش الممل بين حربين لا ناقة لهم فيها ولا جمل، حيث تتعطل كل مظاهر الحياة ولا يقوى أي فرد على تقديم أي جديد.
بعد عام من حرب الصيف التي قِيل الكثير فيها، أظهر إعلام حزب الله أن لبنان الدولة والشعب والحزب طبعاً انتصر في هذه المعركة مع أن الواضح أن الجميع خسر هذه المعركة وخاصة الدولة والشعب، فكانت الاحتفالات عن طريق الأناشيد والصرخات التي تتم بقرع الطبول والصنوج والأداء السريع الانفعالي ومظاهر القوة التي لم نشاهدها إلا على الشاشات فقط، وهذا ليس دفاعاً عن إسرائيل أو تمجيداً لانحطاطها السياسي والأخلاقي والعسكري.
ففي مراقبة لصرخات أناشيد قناة المنار يلاحظ مجموعة من الأناشيد التي تستمر القناة وكذلك مواقع الإنترنت التي تبث هذه الأناشيد على تقديمها، فهناك كليب بعنوان "راية لبنان" أنتجه تلفزيون المنار، وكما يظهر في الكليب مشاهد حية من أرشيف حزب الله لمدة خمس دقائق فيخترق صوت حسن نصر الله أذنيك وهو يقول: "المفاجآت التي وعدتكم بها سوف تبدأ من الآن" هذا الصوت كان يُسمع من خلال أطفال يضعون الصدف على آذانهم ثم مشاهد لتدمير البارجة الإسرائيلية.
ثم يتواصل هذا الكليب في الحديث عن الانقسام السياسي اللبناني من بعد الحرب التي خاضها حزب الله وتظهر أعلام حركة أمل وتيار المردة والتيار الوطني الحر وكأن هم من قاوموا فقط وسقط منهم القتلى وتهدمت منازلهم إن جاز لنا القول دون باقي أفراد الشعب، كما دخل رئيس الجمهورية العماد أميل لحود على الخط بعد أن ذهب إليه أحد الأشخاص وسلمه العلم اللبناني على مدخل قصر الجمهورية وكأنه هو الآخر شارك في النصر!!
أما الصرخة الثانية فكانت بعنوان "نصرك هزّ الدني" وهو وضع خصيصاً بعد أن أعلن حسن نصر الله في لقاء جماهيري أنه حقق نصراً إلهياً في خطاب انتهاء الحرب في سبتمبر 2006، هذا النشيد يبدأ بموسيقي ولحن معروف في روسيا خلال فترة الثورة البلشفية بعنوان In The Meadownland ويصدح الكورال بعد هذه الموسيقى "نصرك هز الدني شعبك ما بينحني محصّني أرضك يا لبنان".
في هذا النشيد لم نفهم عن أي نصر الذي هز الدنيا يتحدثون؛ فلبنان هي التي اهتزت وكل حجر فيها تغير مكانه بفعل غارات الطيران الإسرائيلي التي لم تتوقف، كما يحتوى هذا النشيد وغيره من الأناشيد على عبارات تمجيد اللحظة عند الحزب بلغة أقرب ما تكون إلى اللغة المحكية اللبنانية، ومن الصرخات التي تظهر على قناة المنار التغني بالآية الكريمة "ألا إن حزب الله هم الغالبون" الشعار الرسمي للحزب، وكذلك هناك مجاهدون في سبيل الله نمضي وأطلق حجارك يا شجاع وردد الله أكبر من شموخ المعتدي.
وهناك نشيد بعنوان "الوعد الصادق أتِ الرعد الحارق أتِ يا جند الحمقى لبنان سيبقى"، يبدأ هذا النشيد بإحدى كلمات حسن نصر الله حيث يقول نحن أبناء ذلك الإمام الذي قال أبالموت تهددني يا أبن الطلقاء؛ إن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة، ويبقى السؤال عن أي وعد يتغنون، وما هي الكرامة التي جلبها الحزب إلى شبابه أو حتى الجمهورية ككيان سياسي عدا الانقسام السياسي.
وفي باب تعميق الانقسام السياسي تبث قناة المنار نشيد جاء فيه "قوم تحرر يا شعبي غير هالحالة الصعبة" وهو نشيد يذاع بعد اجتماعات وخطب حسن نصر الله ونبيه بري وميشال عون، فالنشيد يطلب من الجمهور النزول إلى ساحة رياض الصلح والاحتجاج على الحكومة وكأنها حكومة محتل متناسين أنهم كانوا جزءاً من الحكومة قبل الانفصال الذي أصاب الجانب الرسمي اللبناني بعد حرب تموز 2006.
ما من شك أن جميع الأناشيد والصرخات المقدمة على قناة المنار وكذلك مواقع الصوتيات الخاصة بحزب الله تمجد لحظة سياسية راهنة تسعى من ورائها إلى حشد الشباب الذين تثور فيهم الحماسة عند سماع مثل تلك الأناشيد خاصة إذا احتوت على بعض الكلمات لحسن نصر الله ومن حوله جوقة المطبلين والهاتفين، عدا على الحارسين المزروعين خلفه يتلفتون بحثاً عن أي تهديد مع أنه لا يوجد ما يهدد حياته حسبما أعتقد.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي