-->

الأحد، 31 ديسمبر 2017

حوارات العرب 2017


أكثر ما يلاحظ في الإعلام العربي 2017، هو تسلط البرامج الحوارية، وانتشار برامج الزعيق والصراخ في كثير من البرامج، ومع ذلك هناك نخبة من المقدمين مازالت ترفض التعليمات الساذجة الواردة من دوائر مالية وسياسة متوافقة المصالح الإعلامية.
حالة الزعيق التي فُرضت على الجمهور العاقل، فرضت على النخبة الواعية الانسحاب من مشاهدة البرامج الحوارية الساذجة على القنوات الخاصة والحكومية، لكمية السخرية اللاذعة والجارحة نحو المعارضين أو الضيوف ولمستويات أدائها البليدة؛ والتحول نحو الفضائية الدولية بحثاً عن تغطيات إخبارية أكثر حرفية ومهنية وسرعة في متابعة الأخبار والأحداث والاستماع إلى وجهات نظر أكثر حيادية ووضوح ودقة.
والسؤال لماذا هذا التبلد في أداء البرامج الحوارية على الفضائيات العربية.
مع إدراكي التام لحالة الانصياع لرغبات وإملاءات مُلاك القنوات، لكن هناك خلل واضح في طبيعة الأداء المهني للعاملين في تقديم البرامج الحوارية والسبب غياب التخصصية والتدريب وهذا يلاحظ بعد انتشار المواد الإعلامية المتخصصة فهناك قسم كبير من الهواه يعتقد أن الاطلاع على أداء عدد من المقدمين المخضرمين وقراءة كتاب في التواصل الجسدي كفيلان بأن يتقن المقدم الجديد أبجديات التقديم الإعلامي.
كما يُلاحظ غياب التقييم الجاد والموضوعي لأداء العاملين في مختلف الحقول الإعلامية فأصبح صاحب السبق والحضور هو من يملك خطاب غوغائي ساذج وصاحب صوت عالي في أبشع عبارات الردح والسب والشتم لمن يعارض فكرته مهما كان جنسه وجنسيته ومنصبه العلمي وحضوره في المجتمع.
غاب عن البرامج الحوارية في 2017 النخبة القادرة على توجيه وصناعة الوعي، وتم بشكل متعمد اقصاء أصحاب وجهات النظر وتقديم اشباه المثقفين وأصحاب الصوت العالي والآراء الشاذة لجلب مزيدًا من الإعلانات والمشاهدة العالية، رافقها أن تحول المقدم إلى صاحب وجهات نظر، ويقدم رأيه في الأحداث علماً أن المطلوب هو عرض الأحداث بحيادية تامة.
أسهم هذا التردي المهني في انصراف الجمهور عن المشاهدة والاستماع بعد عن سيطر عن البرامج الحوارية أصحاب الزعيق وغاب بشكل مقصود من يفيد في إصلاح الرؤى والسياسات وأصحاب المبادرات.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي