-->

الأحد، 8 مارس 2020

المسؤولية الإعلامية بين الأخبار الكاذبة والتحقق


المظهر الأساسي لتطوير الإعلام والأكثر بروزاً في حياتنا المعاصرة هو سرعة تدفق الأخبار، فعندما اغتيل الرئيس الأمريكي ابراهام لنكون عام 1865 استغرق خبر مقتله سته أشهر حتى يعم كامل الولايات المتحدة الأمريكية، وعندما اغتيل جون كندى عام 1936 استغرق صول خبر اغتياله ساعة واحدة، وعندما اعدم الرئيس الروماني شوشيسكو وزوجته في ديسمبر 1989 علم الشعب الروماني بالخبر لحظة تنفيذ حكم الإعدام وعندما حوصر مجلس الدوما الروسي للإطاحة بالرئيس يلتسين علم مستخدمو الأنترنت عن الخبر لحظة وقوعه، ما يلاحظ في الأخبار التي تم رصدها أنها أخباراَ حقيقة فمهما كان نوع الضخ الإعلامي ففي النهاية كلها أخباراً حقيقية سعت إلى نشر أفكاراً معينة.
 أصبح النجاح في المجال الإخباري يقاس بالسرعة وليس بالدقة والموضوعية خوفاً من تأخر نشر الخبر فيفقد قيمته، وأصبح مجال الحوار يقاس بمدى علاقته بالمستقبل وليس كشف الحدث إن كان صحيحاً أو اخبار كاذبة وأصبحت نوعية الأسئلة من نوع كيف سيكون رد الفعل وما هي التوقعات المستقبلية هي الأكثر رصداً دون التأكد من مصدر المعلومة
أن خطر السرعة ف نشر الأخبار يكمن في أمرين:
  • جميع المتخصصين يدركون أن الأخبار مادة سريعة التلف وقيمتها في سرعة نشرها دون التحقق من صدقها أو أنها أخبار كاذبة فسرعة النشر يعني ارتفاع قيمة الاستهلاك المعلوماتي.
  • أصبح الإعلام يسير بسرعة كبيرة فاقت قدرتنا على الفهم أو المتابعة وهو ما أشار له الباحث الكندي "بسكال لابونت" الذي قال ظلت التكنولوجيا منذ 300 ألف سنة وسيلة لدعم الثقافة وتطويرها ولكن في منتصف القرن العشرين هناك شيء ما تغير بدأنا ننتج بسرعة أكثر من طاقتنا على الهضم لم يحدث أبداً من قبل. 

إن السمة التي تميز الإعلام هو غياب الحد الفاصل ما بين الحقيقة والأخبار الكاذبة فرفع سقف ممارسة حرية الإعلام لا يؤدي بالضرورة إلى رفع سقف ممارسة الحق في الإعلام فالكثير من المهتمين بتطورات تكنولوجيا الاتصال يدركون أن الخطر الأكبر يتمثل في غياب أو تغييب المصدر وهذا أمر لا يحمي الحق بل يعمل بشكل منهجي على تعمد الكذب الإعلامي ليصبح عندها الجمهور على اختلاف درجاته الفكرية عرضة لـ الكذب الإعلامي.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي