-->

الجمعة، 1 مايو 2020

رامز مجنون رسمي

بعد منعه من الظهور.. اشتعال أزمة "رامز مجنون رسمي" بعد حلقة اليوم ...
نحن ما بين نقيضين ما بين إيقاع الألم على الآخرين؛ وما بين تقبل الألم على الذات والاستمتاع به هذا باختصار حكاية عقل معطل ما بين مقدم سادي وضيف مازوخي.
رامز في برنامجه يشبه "المركيز دي ساد" صاحب الرواية الشهيرة "لعنة الفضيلة ونعمة الرذيلة" ومع كل ساديته فلم يمارس منها إلا القليل وظهرت ضمن خياله الخصب الذي كتبه في مؤلفاته وترك لنا فناً في التعذيب وارتبط المصطلح باسمه حتى وسط العوام لوصف من يجدون لذه في تعذيب الآخرين وانتهت حياه "المركيز دي ساد" في مستشفى الأمراض العقلية.
والضيف أو الضيفة فهو القطب المضاد "للسادية" "المازوخية" وهو من ابتكار الروائي النمساوي "ليبولد زاخر مازوخ" الذي ألف روايته الشهيرة "فينوس في الفراء" والتي تعكس في جزء منها حياه المؤلف في طفولته فقد كان يعيش مع عمته التي عاشرت أحد عشاقها ودفع حب الاستطلاع للطفل "مازوخ" أن يتعرف على الأمر وترصد لهم في دولاب الملابس وما أن صدرت منه حركة حتى اكتشف أمره وعوقب من قبل "العمة" بضرب مؤلم وهو ما فُسر من قبل علماء النفس ما بين التعرض للألم الذي وقع عليه واللذة الجنسية.
في العلاقة الفريدة ما بين "رامز" السادي و "الضيف" أو "الضيفة" المازوخي حالة فريده من التعذيب والصعب بالكهرباء والإهانة والتخويف وكل ذلك من أجل حفنه دولارات يقبلها مقابل ما يقع عليه من الألم والإيذاء الجسدي والنفسي من شخص آخر يستمتع بهذه الإهانة.
إن تجاوزنا التحليل الجنسي لهذا الأمر ودخلنا في علم النفس الاجتماعي نجد أن هناك ارتباطاً وثيقًا ما بين المصطلحين ما بين النزعة "السادية" المتسلطة وما بين النزعة "المازوخية" التي تستسلم وتستعذب للألم الذي يمارس عليها، وما يبرر العلاقة ما بين الطرفين الاتفاق المسبق على مسار التعذيب والإهانة ما بين شخص معه فريق وقوة مسيطرة تفرض قانونها في حين أهم بند من بنود الاتفاق بعد البند المالي أن يكون الطرف الثاني خاضع مستسلم.
قد يضحك المشاهد ويخرج رامز وضيوفه إلى قائمة الـ ترند في أكثر من يوم في الشهر ويمكن أن تصل مقاطعة التي تعتقد أنها مبهجة إلى WhatsApp ولكنها بدون أدني شك انحراف عن الطريق السوي، فإن كان علماء النفس يعتبرون "السادية" و "المازوخية" نزعات عند بعض البشر ولكن بدرجات مختلفة فإن العامل الخفي في هذه العلاقة تبعيه كل طرف للأخر واعتماده عليه لأن الشخص السادي يحتاج إلى شخص مطيع يلبي كل رغباته ويتحكم به.
بالختام افهم حب السيطرة عند البشر وهذا موجود في البشرية منذ أن خلق الله الأرض وهو جزء طبيعي من الفطرة البشرية؛ ولكن الذي أجد صعوبة في فهمه لماذا يميل الضيف أو الضيفة إلى تقبل الألم، وكيف سمح لكرامته أن تُنتهك فظهر أضعف ما في النفس البشرية؟
إن الأمر بكل بساطة من أجل حفنه من المال تنازل الضيف أو الضيفة عن كل قيم الإنسانية التي يمتلكها وأصبح بلا كرامة أو أخلاق، وأصبح الشعور بالدونية شعاراً له،  أما احساسه بالتفاهة فهو الشعور المسيطر عليه بعد أن أصبح لا شيء عند الجمهور الذي يضحك بعد أن رأي رامز "السادي" يمارس التحقير والإذلال على الضيف أو الضيفة "المازوخي" ببساطة أشد الاتفاق متكامل هنا ما بين سادي ومازوخي يعتمد كل منهم على الأخر لتحقيق هدفهم الأول مزيداً من الشهرة التافهة على حساب الكرامة الإنسانية والثاني مزيداً من الرصيد المالي الإضافي ثمناً للكرامة المهدورة وكل من يقول الجمهور بعد فترة سينسى وكانت مزحة فقط.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي