-->

السبت، 3 يوليو 2021

التلاعب بخوارزميات المنصات الاجتماعية

 


من الصعب تحديد الوقت الذي فقدنا فيه السيطرة على ما نرى ونقرأ لدى كبرى منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ورغم ما قيل عن عدم مسؤولية وسائل التواصل الاجتماعي، واللوم يقع على الروبوتات؛ إلا أن الشركات الكبرى مالكة المنصات لها القول الفصل فيما يظهر لا يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي.

فمثلاً يسمح فيسبوك برؤية بعض المعلومات حول سبب رؤيتك لشيء ما، من خلال النقر على النقاط الأفقية الثلاث في أي منشور في صفحتك، لتعرف لماذا ترى هذه المشاركة على صفحتك، وفي تويتر الأمر أسهل؛ إذ تتيح لك النجمة الصغيرة الموجودة في الزاوية العلوية اليمنى من الموقع والتطبيق مشاهدة أحدث التغريدات بدلاً من أهم التغريدات، وفي اليوتيوب يمكن إيقاف التشغيل التلقائي، ولكن التيك توك لايزال يستخدم الخوارزميات لعرض مقاطع الفيديو التي يعتقد أنك سترغب في مشاهدتها أكثر.

ومع ذلك يتم التلاعب فيما يقدم للجمهور، وهذا ما أعلن عنه مؤخراً على سبيل المثال في تويتر؛ حيث يقوم المهتم بالتصفح السريع في تويتر في عرض الاتجاهات الأبرز ومن ثم يقوم بالتصفح؛ وحتى هذه الخاصية تم التلاعب بها مؤخراً ضمن خوارزميات البحث؛ فمثلاً كشفت دراسة جديدة عن ثغرة أمنية في خوارزمية تويتر التي تجعل النظام الأساسي عرضة لهجمات التسويق الماكر.

تقوم التقنية الجديدة على دفع الموضوعات بشكل مصطنع إلى أعلى قائمة اتجاهات تويتر ثم إزالة أدلة التلاعب، وهو ما يعرف باسم Ephemeral Astroturfing " الصيد الماكر سريع الزوال" في هذا الهجوم، يتم الترويج بشكل مصطنع للكلمة الرئيسية أو الموضوع المختار من خلال نشاط منسق وغير أصلي لتظهر، والأهم من ذلك تتم إزالة هذا النشاط كجزء من الهجوم.

يتم الأمر حسب المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في لوزان (EPFL) من خلال يتم تحديث الاتجاهات كل خمس دقائق، مع الأخذ في الاعتبار التغريدات المدخلة التي تم نشرها في فترة زمنية معينة، ولا تحقق الخوارزمية إذا كانت هذه التغريدات لا تزال متاحة أو تم حذفها، حيث استخدم المهاجمون كلاً من الروبوتات والحسابات المخترقة لإنشاء اتجاهات وهمية، والتي تضمنت تطبيقات التصيد، وحملات التضليل، وخطاب الكراهية، وحتى عروض الزواج، والنتيجة التلاعب باتجاهات تويتر وتشويه الرؤية العامة لما يجري في الواقع من محادثات

والنتيجة أننا نقرأ ونشاهد الأشخاص من ذوي التفكير المماثل وينتهي بنا الأمر إلى الاتساق مع أفكارنا دون نقاش، فأنت على منصات التواصل الاجتماعي بفضل تقنيات التلاعب والخداع تشاهد انعكاس صورتك، ولكن ببعض الرتوش التي تُفصل لك بشكل خاص من قبل أداوت التلاعب بالجمهور.


ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي