-->

الجمعة، 26 أغسطس 2022

المجتمع الأردني.. متى نصبح أكثر أخلاقاً؟؟

 


رحم الله الطبيبة الأردنية التي توفيت في مستشفى الجامعة الأردنية منتحرة، وقبلها حالتي انتحار لشابين الأول شنق نفسه بمنزل ذويه، وجد الآخر متوفيًا في مركبته بعدما حاول الانتحار مرتين بتناول مواد طبية، في هذه الحوادث وما قبلها مثل: فتاة جامعة العلوم التطبيقية والنهاية الموجعة حتى للقاتل قيل فيها الكثير من الإشاعات والتأويلات.

حالة رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن تشكل جزءً من الحالة العالمية ولسنا بمعزل عن تحليلات التعامل مع الحدث وخاصة إن كان لا يُعنينا ونحن مجرد جزء من الجمهور المُتفرج الذي سهلت له التقنية المشاركة والتفاعل لحصد الاعجابات وارتفاع عدد الزُوار على صفحته دون النظر لمشاعر أصحاب العلاقة.

المُهلك في الأمر الحالة الانهزامية للضحية رحمها الله بفعل التأثيرات المجتمعية والاقتصادية الكبيرة في الأردن، والأكثر غرابة حالة التنظير الأخلاقي "المهلكة" هي الأخرى في المنصات الاجتماعية، تشعرك وكأن عمّان مدينة فاضلة يسير فيها كل شيء بمعيار دقيق مدينة فاضلة بلا أخطاء.

أصل الحكاية باختصار أننا "النفس البشرية" تخاف من العزلة الاجتماعية وهو ما تشير له نظرية دوامة الصمت لذا الكل يدلي بدلوه حتى لا يدخل في دائرة الصمت والنسيان حتى لو كان تردي صرصار من أحد الجبال. أما النقاط التي تدور حولها المشاركة بمثل هذه الأحداث تنحصر في التالي:

  • لا بأس من جرعة تنظير أخلاقي والتلويح بالفضيلة وادعاء المثالية فالحدث لا علاقة له بي.
  • استخدام لغة مواربة للانتقاص من الضحية وكيل الاتهامات لجثة أخذت سرها معها.
  • النفاق الأخلاقي والاصطفاف مع أحد التوجيهات وإظهار العواطف الدينية والاجتماعية للاستعراض.
  • السخرية من الحدث.
  • -التجني على الدولة وتحميلها وزر التقصير دائماً.

إن حالة البحث عن مكارم الأخلاق والادعاء بالفضيلة وسط التعليقات على المنصات الاجتماعية لن يحسن الجو الأخلاقي العام، لأن هذا الموضوع مرتبط بشكل كامل في التربية الرقمية والتعامل مع الأحداث "السياسية، الاجتماعية، الدينية" للمجتمع بشكل خاص، والأمر في أحسن الأحول مجرد المشاركة واستعراض لقضية ما وتفعيل الـ ترند ثم ننسى ونلتفت إلى قضية أخرى أو حدث آخر محلي أو إقليمي أو دولي تحت قاعدة هذه صفحتي وما أكتبه يمثلني.

وتبقى كلمات من نوع (وفاه، موت، انتحار، استشهاد، مقتل) وغيرها من الكلمات الدلالة على الموت أن الشخص المعني فارق الحياة وانتقل أمره إلى الله وهو أرحم به منا، فلتسكت ألسنتنا عنه حتى لو كان من المخالفين لنا، ونطلب من الله العلي القدير له الرحمة وأن يتجاوز عنه، وأن ندعو الله عز وجل أن يربط على قلب أهله ويلهمهم الصبر على مصابهم.

وختام القول اتركوا الناس في حالهم وليكن ما كتبت شاهدًا لك لا عليك يوم تتطاير الصحف فأنت لست من سيحاسب الناس ويسيرهم على الصراط فكل نفس بما كسبت رهينة، لذا قل خيرًا أو اصمت..


ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي