لا استغرب من كمية الاخبار الكاذبة المنتشرة تجاه السعودية وتمس كافة الأصعدة المختلفة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الأمنية، العدلية والفنية، ولكن استغرب من حسابات تبث بهوية عربية وتتخذ من الحج وسيلة للهجوم على السعودية من خلال النشر أو التفاعل مع موضوعات دون التحقق من مصداقيتها.
روّجت حسابات في منصة إكس صورة لأكياس من الحصى يزعم ناشروها أنه "يجري بيعها" في السعودية لحجاج بيت الله الحرام خلال أداء فريضة الحج، وحصدت الصورة والمنشور المقصد من النشر؛ وهو جذب التفاعل والمشاهدة دون أن يدرك الجمهور أنه وقع ضحية لفخ الليكات والأخبار الكاذبة.
عموم الجمهور وضمن مراقبة المنشورات والتحليل الإعلامي؛ ليس مكلفاً بالرد على كل إساءة أو أخبار كاذبة أو معلومات مغلوطة، ولكن من باب الحق والإنصاف ومنعاً لاستغلال موسم الحج والشعائر الدينية، ومنعاً لعبث الباحثين عن الليكات والتفاعل حتى وإن كان بواسطة لي عنق الحقيقة وتمجيد الكذب، فالخبر وما يتعلق به يصنف أنه ضمن الأخبار الكاذبة والتي ما وجدت إلا من باب الهجوم فقط على السياسات السعودية وخاصة مع القيود الصارمة في منع حج المخالفين.
وفي تفنيد صورة كذبة حصى الجمرات المتداولة حالياً، مهم الإشارة إلى التالي:
- الصورة المنشورة والمتداولة لما يزعم ناشروها أنها لأكياس بيع الجمرات نشرت أول الأمر في منتصف العام 2023 على شبكة CNN وخلال موسم حج.
- تحمل الصورة على يسارها شعار وكالة الأنباء السعودية، ونقلها عن "واس" موقع صحيفة "الرياضية"، الذي نشرها في 28 يونيو 2023، وعلّقت عليها: "صورة التقطت أمس لحاج يمسك داخل منشأة جسر الجمرات بكيس الحصى المعبّأ (واس)".
- بالنسبة للادعاء المرافق للصورة، والقائل بأنه يجري بيع الحصى كما يدعي الحساب المشبوه، فمن حج البيت الحرام يدرك تماماً أن الحصى موجود في مزدلفة يمكن أن يلتقطه الحاج بنفسه، كما تقوم هيئات تابعة لوزارة الحج والعمرة وجمعيات خيرية بعملية توزيع الجمرات مجاناً.
- طبقت إدارة منطقة مكة المكرمة مشروع تجهيز وتعبئة حصى الجمرات في أكياس فاخرة للمرة الأولى في موسم حج العام 2008، وتنفّذ شركة "كدانة" للتنمية والتطوير التابعة للهيئة الملكية لمنطقة المكرمة، وجمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية مبادرة توفير أكياس الحصى، التي توزع في مشعر مزدلفة" ويحتوى كل كيس على 70 حصاة، مدُوِّن عليه من الخارج العدد المحدد لرمية في كل يوم، بداية من أول أيام التشريق وحتى ثالث أيام التشريق.
مشكلتنا مع الاخبار الكاذبة والمعلومات المغلوطة ليست وليدة اليوم، فهي قديمة موغلة في التاريخ لا يمكن إلا الاعتراف بها ورصدها والتحذير منها. وسؤالي هنا لمن تفاعل مع هذا المنشور والذي لن أطالبه بالبحث العكسي عن الصورة ليكتشف زيف الخبر فهو أصلا ينشر الإساءات ولا يتلفت إلى التصحيح؛ هل فكرت بشكل منطقي وطرحت على نفسك سؤال لأي حاج وكل منا يعرف حاج كان في زيارة للمشاعر المقدسة هل فكرت أن تسأله سؤال واحد وهو: هل يتم بيع حصى الجمرات في مشعر مزدلفة؟"
أعرف الجواب وهو لا؛ ولكن من تفاعل كان همه أن ينتقد السياسيات الواضحة والصارمة في موسم الحج، وهو لا حج إلا بتصريح، ومن في قلبه مرض يتخذ من الحج في كل عام موسماً للهجوم على السعودية لغاية في نفسه.
ليست هناك تعليقات