-->

الخميس، 11 سبتمبر 2025

سباق التسلح لنشر الأخبار الكاذبة

 يُجبر اقتصاد الاهتمام اليوم على التنافس بين مصادر الأخبار، وهذا يدفعها إلى استخدام لغة أكثر جاذبية وسرد قصصي استفزازي، بل وحتى اللجوء إلى الأخبار الكاذبة لزيادة التفاعل. 

ورغم أن نشر المعلومات المضللة أصبح استراتيجيةً لنموّ قاعدة الجمهور؛ إلا أن ذلك يُضرّ بالمصداقية ويؤدي إلى عواقب على المدى الطويل، حيث تُظهر الدراسات الإعلامية المتخصصة في كشف التضليل الإعلامي عندما تختار مصادر الأخبار التي تتوافق مع أيديولوجية تجارية أو سياسية معينة مشاركة معلومات مضللة، يؤدي ذلك إلى إثارة "سباق تسلح" حيث يبدأ منافسوها في مشاركة معلوماتهم المضللة للتنافس.

حسب الدراسة فقد طوّر الفريق نموذجًا لمحاكاة منافسة بين مجموعتين إعلاميتين في بيئة إخبارية، حيث يمكن لمشاركة المعلومات المضللة أن تجذب اهتمامًا أكبر، لكنها تُضعف الثقة مع مرور الوقت. 

اظهر النموذج البحثي أنه عندما ينشر أحد "الجهات الفاعلة" أخبارًا كاذبة، يتعين على "خصمه" أن يفعل الشيء ذاته للمنافسة، ويشير الباحثون أنه يمكن استخدام نموذج كهذا لفهم كيفية نمو مصادر الأخبار الغنية بالمعلومات المضللة وتأثيرها على الرأي العام بشكل أفضل.

وحدد نموذج الدراسة كيفية تطور تأثير كل جهة إعلامية من خلال رصد سمعتها في مجال المصداقية، ونسبة دقة مقالاتها، وآراء جمهورها المسبقة، وباستخدام توزيع التعرض للمعلومات المضللة ومنحنى المصداقية والرأي كمقارنات، تتوافق نتائج النموذج بشكل وثيق مع ما يُلاحظ في المشهد الإخباري الواقعي.

كما صوّر النموذج كيف يمكن أن ينشأ " سباق تسلح " بين مصادر الأخبار؛ فعندما يلجأ أحد الأطراف إلى الأخبار الكاذبة، يضطر الطرف الآخر إلى فعل الشيء نفسه للمنافسة، وأوضح النموذج أيضًا كيف يمكن أن يزيد هذا "السباق" من استقطاب الجماهير، مما يؤدي إلى ما يُعرف بـ"غرف الصدى". 

"بعبارة أخرى، لا يمكننا تصنيف مصادر الأخبار التي تستخدم المعلومات المضللة بشكل استراتيجي على أنها خبيثة، لأن عملية اتخاذ القرار لديها نشأت من خلال تفاعلات متكررة، مما يجعل تشويه المعلومات نتيجة طبيعية لوسائل الإعلام شديدة الاستقطاب.

وختاماً، كيف تحمي نفسك في عصر المعلومات المضللة؟ 

من المهام الأساسية تتبع الأخبار من مصادر مُتنوعة، فنشر خبر في وسيلة إعلامية واحدة قد يكون مُريبًا، ولكن إذا نشرته وسائل إعلام مُتعددة، فهناك احتمال أكبر ألا يكون مُضلِّلًا، كما أن التحقق من مصداقية المصادر وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي بتتبع مصدرها الأصلي لتدقيقها إذا بدت مشبوهة أو يغلفها التناقضات فالحذر واجب منها، حيث تشكل منصات التواصل الاجتماعي بيئة خصبة لوجود خاصية مشاركة الرسائل غير الموثوقة مرارًا وتكرارًا.

كذلك من المهم بناء قائمة للمصادر الموثوقة وتعليقات الخبراء الحقيقيون ممن لديهم خبرة في هذا المجال والبعد عن السياقات والسرديات العاطفية التي تعززها الانحيازات التقليدية للمعلومات المنشورة.

مع فورة تحرير ومساهمات الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوي الإخباري، من المهم مراقبة الصيغ والعبارات المتكررة لعدد من العبارات الفضفاضة والعاطفية التي تعززها مُولّدات الذكاء الاصطناعي والتي تشكل بيئة خصبة لانتشار المعلومات المغلوطة.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي