-->

الأربعاء، 8 فبراير 2017

فيسبوكيون إسرائيليون يصورون غزة امرأة عاهرة ويطالبون نتنياهو بنكاحها


رام الله - يوسف الشايب
انتشرت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية، وخاصة "فيسبوك"، رسماً أثار حفيظة الفلسطينيين، صممها نشطاء إسرائيليون، يصور غزة امرأة عاهرة، وتطالب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمنياً بنكاحها، كدلالة رمزية لضرورة القضاء على المقاومة الفلسطينية.

وفي الرسم امرأة ترتدي عباءة سوداء ونقاباً وعلى صدرها كلمة "غزة" بالانجليزية (Gaza)، بينما تكشف عن عورتها ممدة على سرير كعاهرة، رافقتها عبارة فوقية بمعنى "إنها مثيرة"، وأخرى سفلية تطالب نتنياهو ضمنياً بنكاحها، تقول "بيبي"، وهو الاسم المختصر لرئيس وزراء الاحتلال، عليك "إنهاء المهمة من الداخل هذه المرة .. المدنيون للغزو"، في تلميحات أو ربما تصريحات جنسية بالغة السوء.

وعبر نشطاء فلسطينيون داخل فلسطين وخارجها عن غضبهم الشديد وامتعاظهم من الصورة التي وصفوها بـ"المقززة"، و"العنصرية"، و"المثيرة للاشمئزاز"، والتي أشار البعض إلى أن صاحبها أميركي، حيث قالت بانا نحنح "المسمار تلف .. إسرائيل تمكنت من غسل أدمغة مواطنين أميركيين .. إنها مقززة، وتؤكد على التواطؤ الأميركي مع إسرائيل .. علينا أن نستيقظ، فهذه محاولة مسيئة لتشويه صورة إخوتنا وأخواتنا في فلسطين .. عار على كل من يروج لهذا الرسم، وبات من الواجب علينا التصدي لمحاولات كهذه تستهدف النيل من صورة الفلسطينيين لدى المجتمعات الغربية".

ولم يقتصر التنديد بالرسم على الفلسطينيين، بل امتد إلى نشطاء من دول عربية وإسلامية وحتى غربية، فالباكستاني إيبي شاغوي أكد أن مصدر الصورة إسرائيلي بالأساس، وتدوالها أميركيون مؤيدون لها, وقال معلقاً: الدعارة أن يقوم أي أميركي بدفع المبالغ إلى آلة الموت في الشرق الأوسط (إسرائيل) .. هذا ليس مستغرباً من أشخاص مقززين يؤيدون القتلة، ويربطون الدعارة بالضحايا المدنيين في غزة.. إنه أمر يثير الاشمئزاز فعلاً، وينطوي على تشويه عنصري يعكس الطريقة التي يفكر بها مؤيدو قتلة أطفال فلسطين.

الأوكرانية باولا أليمان، اكتفت بدورها بالتعليق على الصورة بكلمات مختصرة "مثيرة للاشمزاز" .. "عنصرية" .. "إرهابية"، فيما عبر المصري هيكل طالب عن غضبه إزاء الصورة (الرسم) بقوله "إسرائيل آكلة لحوم البشر"، بينما قال الطالب الهندي في فرنسا خال تورابولي "هذه وحشية فاحشة، وتعكس حالة من الكراهية العمياء، والتأييد الأبله للعنف والقتل".

أما سيرفانت أكبر، وهي هندية تقيم في نيوجيرسي بالولايات المتحدة، فتساءلت مستنكرة: لماذا يتدوال الرافضون لهذه الصورة لها .. بدلاً من شتم القائمين على ترويجها، يجب مقاطعتها، والعمل على حجبها، وليس إضافة المزيد من الضوء عليها بنشرها، ورفض هذا العمل المشين، خاصة أن الصورة انتشرت عبر الصفحة الرسمية لاحتفالية فلسطين للأدب، والتي تحولت إلى مؤسسة في بريطانيا، تشرف على تنظيم أمسيات ثقافية لأدباء ومثقفين عالميين في المدن الفلسطينية، وتديرها الروائية المصرية البريطانية أهداف سويف، وتهدف إلى تغيير الصورة النمطية للغرب عن فلسطين وقضيتها عبر هؤلاء المشاهير في عالم الأدب على المستوى الدولي، كما تهدف إلى كسر الحصار الثقافي الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

أما الكاتب الفلسطيني باسل النيرب فأشار إلى أن الإعلام الإسرائيلي " من أعتى أدوات الدولة الإسرائيلية، حيث يمارس تضليلاً مستمراً وبأساليب متعددة وبصيغ متباينة وبقوالب مختلفة تقنع حتى المتردد. ولهذا أنشأت إسرائيل قسم استخبارات التضليل الإعلامي، فضلاً عن الدور الرئيسي لوسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، حيث تلتزم خطوطاً محددة في التعامل مع الخارج ضمن أجندة التضليل الإعلامي".

وأضاف النيرب: استغلت إسرائيل وسائل الإعلام الغربية القوية كأداة للنفاذ في المجتمعات التي تعمل في أراضيها وتستهدف شعوبها هذه الوسائل، إما من خلال الشخصيات اليهودية ذات النفوذ فيها أو الملكية، أو من خلال أساليب الترغيب والترهيب، مستعيداً المقولة الشهيرة لرئيس وزراء الاحتلال "المؤسس"، كما يعتبرونه في إسرائيل، بن غوريون، وهي "لقد أقام الإعلام دولتنا (إسرائيل)، واستطاع أن يتحرك للحصول على مشروعيتها الدولية".

وختم النيرب بالتأكيد: الإعلام الأميركي لم يكن بعيداً عن مرمى إسرائيل، فأشهر الصحف اليومية والكثير من المجلات متحمسة جداً للدفاع عن إسرائيل، وإن نشرت مادة مخالفة أحياناً فإن الموالين لإسرائيل يمطرون الصحيفة بآلاف رسائل الإحتجاج، ورغم ذلك هناك تضعضع في صورة إسرائيل ليس بسبب ضعف الدعاية الإعلامية، بل بسبب ما يرشح من مواقف وأعمال إسرائيلية تجاه الفلسطينيين، رغم أن إسرائيل تكرر دائماً أنها الطرف المعتدى عليه (كما هو في حالة صواريخ حماس)، إلا أن الناس بدأت تعي الأمر خلافاً لما تريده إسرائيل.

ليست هناك تعليقات

كافة الحقوق محفوظةلـ مدونة باسل النيرب 2016 | تصميم : رضا العبادي