رغم تباهى عملاق وسائل التواصل الاجتماعي TikTok بجهوده لمكافحة المعلومات الخاطئة، والتعهد بتقديم 25 مليون دولار على شكل إعلانات لمساعدة المنظمات الموثوقة على تقديم معلومات دقيقة عن الصحة العامة، ودخوله في شراكة مع منظمة الصحة العالمية لتوفير معلومات جديرة بالثقة تبدد الخرافات حول COVID-19؛ إلا أن مقاطع الفيديو المنشورة على حساب منظمة الصحة العالمية نال مشاهدات أقل بكثير من مقاطع الفيديو المضللة الفيروسية والمنتشرة في صفحة "لك" عبر TikTok،
أقرب نموذج لكشف سرعة انتشار الأخبار الكاذبة على منصة TikTok عملت شركة Media Matters تجربة على مراجعة مقاطع الفيديو ذات الصلة وعلمت لها إعجاب، ثم بدأت الخوارزمية الخاصة بـ TikTok في تزويد صفحة الشركة بمقاطع فيديو للتضليل ضد اللقاح وحصلت مقاطع الفيديو الـ 18 التي تم فحصها على أكثر من 57 مليون مشاهدة.
تنتشر المعلومات الخاطئة عن اللقاحات بانتظام مما يعني أن خوارزمية النظام تلتقط مقاطع الفيديو وتعممها على نطاق خلاصات أوصت بها خوارزمية TikTok لصفحةFor You للمستخدمين الفرديين، ومن المقاطع التي تم نشرها في الخلاصات مقطع فيديو لمناهضة التلقيح جاء فيه أن اللقاحات جزء من خطة "لتمييز كل رجل وامرأة وطفل على هذا الكوكب بشرائح ميكروية" حقق هذا الفيديو 1.5 مليون مشاهدة؛ وأن اللقاحات "تجعلك تتوهج" تحت الضوء فوق البنفسجي وستصبح أضواء الشوارع نقاط تفتيش في مستقبلنا القريب" وحقق 1.5 مليون مشاهدة؛ "وأن الأطفال وكبار السن الذين لم يأخذوا اللقاح سيتم إبعادهم نهائيًا من المنازل" حقق 3.9 مليون مشاهدة.
كما انتشر مقطع فيديو لمنظري المؤامرة "أليكس جونز" و"جيسي فينتورا" يدّعون العثور على توابيت "اللقاح" من صنع "النخبة" على منصة TikTok، وحصل على 2.1 مليون مشاهدة، وهناك من نشر أن "جثث الأشخاص الذين لقحوا وماتوا تستخدم كسماد للمحاصيل بحيث "يطعمون الموتى للأحياء" ونالت 1.3 مليون مشاهدة.
وادعى أحد مقاطع الفيديو التي تم تداولها أنه يجب على المستخدمين الانتباه إلى الرسائل اللاشعورية في وسائل الإعلام، موضحًا أن مسلسل ساوث بارك الكرتوني تنبأ بأن "أي شخص أخذ اللقاح سيتم تعقبه والتلاعب به لبقية حياته" وتلقى أكثر من 900000 مشاهدة، ومقطع فيديو آخر لقادة العالم الذين لقوا حتفهم وأشار إلى اغتيالهم لرفضهم السماح بلقاحات فيروس كورونا في بلدانهم، ونال هذا الفيديو 1.5 مليون مشاهدة.
وعملت بعض مقاطع الفيديو على تحويل الأحداث إلى روايات كاذبة على سبيل المثال، مع ظهور متغير دلتا للفيروس، ظهرت مقاطع فيديو تعرض قائمة مزيفة للمتغيرات المستقبلية وجدول زمني مفترض لتواريخ إصدارها المجدولة المفترض ونال ما يقرب 5.6 مليون مشاهدة.
الـ TikTok بيئة خصبة لإعادة تدوير نظريات المؤامرة القديمة، وتم تداول الروايات التي تثير الخوف حول بناء معسكرات اعتقال تابعة للوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ FEMA وقد تم تكييفها مع حقبة COVID وازدهرت على TikTok، ويحتوي هاشتاق #femacamps على 7.5 مليون مشاهدة، مع تداول مقاطع فيديو تدعي أن اختبار البث الطارئ من شأنه تنشيط "مفتاح القتل" في الأفراد الذين تلقوا اللقاح ونال هذا الفيديو 42000 مشاهدة، وفيديو استخدام معسكرات FEMA لتطبيق الأحكام العرفية نال 95000 مشاهدة، وأن الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ ستنشئ "معسكر اعتقال لغير المتحمسين لأخذ اللقاح" حصل على 2.9 مليون مشاهدة.
والخلاصة التي يمكن التوصل لها أن بينما تحظر إرشادات مجتمع TikTok صراحةً "المعلومات المضللة المتعلقة بـ COVID-19 واللقاحات والمعلومات المضللة المضادة للقاحات"، فإن مقاطع الفيديو التي تحتوي على معلومات طبية مضللة ونظريات مؤامرة وأكاذيب حول اللقاح تتلقى ملايين المشاهدات ويتم تداولها بواسطة توصيات صفحة "لك"، وعلى ما يبدوا أن خوارزمية TikTok تخلق فقاعات معلومات مضللة خطيرة حول المستخدمين المعرضين للإصابة، وتشبع خلاصاتهم بأكاذيب ضارة حول الفيروس واللقاح وهو ما تسبب في كارثة معلومات طبية مضللة، أما لماذا نجد أن الفيديوهات المنشورة على TikTok تجد رواجاً بينما الفيديوهات المنشورة على موقع وزارات الصحة العالمية ومنظمة الصحة العالمية لا تجد رواجاً؛ فالتفسير المنطقي لهذا الانتشار أن المعلومات عالية الجودة من مصادر موثوقة ليست مسلية مثل الأكاذيب ونظريات المؤامرة.
ليست هناك تعليقات